الأهلي "مجِّدوه".. والقطن نجِّدوه

* في ربع ساعة فقط حسم الأهلي لقاء الذهاب لنهائي دوري ابطال أفريقيا أمام القطن لصالحه بهدفين نظيفين سجلهما وائل جمعة وفلافيو بضربتي رأس في الدقيقة 2 و 15 مستغلا حمي البداية وظل 75 دقيقة يهاجم بضراوة بحثا عن هدف ثالث دون جدوي بعد أن ضاعت العديد من الفرص التي كانت كفيلة بحسم الموقف تماما للاهلي قبل لقاء العودة يوم 16 نوفمبر الجاري في جاروا بالكاميرون.
الفوز 2/صفر قطع نصف الطريق للأهلي نحو انتزاع اللقب الافريقي للمرة السادسة في تاريخه وللمرة الثالثة في 4 اعوام ولكنه جعل مباراة العودة صعبة وتحتاج للتركيز الشديد من اللاعبين في ملعب أسوأ كثيرا من ستاد القاهرة.
أدار المباراة بشكل رائع الحكم الجنوب افريقي جيروم دامون ولم يقع في خطأ واحد طوال المباراة واعاد الصورة الجيدة للتحكيم الافريقي ونتمني ان يكون هذا هو حال الحكم الجزائري جمال حيمودي في لقاء العودة.
وقبل أن نخوض في تفاصيل اللقاء يجب ان نركز علي عدة نقاط هامة ربما ستكون لها الدور الاكبر في تحقيق الاهلي للكأس بعد اسبوعين.
تفوق الاهلي تماما علي القطن طوال التسعين دقيقة فهو الاقوي هجوما وهو ايضا الافضل دفاعا من الفريق الكاميروني.
يستحق وائل جمعة لقب نجم المباراة الاول لانه افتتح التسجيل في وقت قاتل هز فريق القطن من البداية ولانه الغي تماما وجود داودا كاميلو اخطر لاعبي القطن وهدافه.
الفترات التي شهدت تفوق الاهلي هي التي اعتمد فيها علي الاجناب ولعب الكرات العرضية ومنها جاء الهدفان وضاعت اخطر الفرص ايضا من فلافيو وابو تريكة ولكن علي غير العادة كان الاهلي مكسور الجناح في اليمين لابتعاد احمد صديق عن مستواه وطار بجناح واحد فقط في اليسار هو جليبرتو لمدة 77 دقيقة ثم سيد معوض 13 دقيقة وظهرت الجهة اليمني فقط عندما انتقل لها بركات.
قلب دفاع القطن هو اضعف خطوطه ولو تحرك ابو تريكة جيدا وكان في مستواه التهديفي لسجل الاهلي 3 اهداف اخري علي الاقل.
إذا استغل لاعبو الاهلي تفوقهم الفني سيحققوا فوزا ثانيا علي القطن في عقر داره لان هجوم الفريق الكاميروني لن يكون مثمرا امام صخور دفاع الاهلي.
برأس وائل جمعة وفلافيو.. تقدم الأهلي بهدفين في الشوط الأول وجاء الهدفان في حمي البداية خلال ربع الساعة الأولي للمباراة وكان بإمكان الأهلي اضافة هدفين آخرين عن طريق إنفراد تام لبركات بعد ثوان من البداية وضربة رأس أخري أسهل لفلافيو في الدقيقة .38
وعلي مدي 45 دقيقة لم يصل فريق القطن إلي مرمي الأهلي سوي مرة واحدة وكانت المرة الوحيدة التي أفلت فيها داودا كاميلو من سجن وائل جمعة المؤبد حيث لعب كرة عرضية كاد يسجل منها زوا داوجاري لولا براعة أحمد السيد.
والطريف ان امتلاك الكرة بين الفريقين علي مدي الشوط الأول كان متساوياً تقريباً ولكن الفارق أن الأهلي كان يلعب كرة هجومية تعتمد علي نقل الكرة من نصف ملعبه إلي نصف ملعب المنافس بأقل عدد من التمريرات سواء انتهت الهجمة بكرة عرضية لاستغلال تفوق لاعبي الأهلي التام في أجواء منطقة الجزاء أو استغلال ضعف تحرك مدافعي القطن داخل منطقة الجزاء والاختراق الطولي بسرعات أبوتريكة وبركات وأحمد حسن في الانطلاق.
دفاع حديدي
كعادته في المباريات الافريقية الأخيرة كان دفاع الأهلي حصيناً بداية من الحارس أمير عبدالحميد الذي يزيد خبرة وحنكة في كل مباراة ثم الدور القيادي لشادي محمد في مركز الليبرو وهو يستحق العودة لتشكيل المنتخب بعد غياب منذ كأس الأمم.
وجعل وائل جمعة ستاد القاهرة مظلماً تماماً في وجه داودا كاميلو هداف القطن وبجدارة أحمد السيد الذي قام بالتغطية في كل الاتجاهات برجولته وقوته المعتادة.
وفي وسط الملعب قام حسام عاشور بدوره المعتاد كممرر متميز لا يفقد الكرة وترك لأحمد حسن وبركات حرية التحرك الطولي في الملعب وأمامهما محمد أبوتريكة الذي كان مرعباً دون ان يلمس الكرة ثم كان فلافيو المهاجم الأوحد بمثابة خط هجوم بأكمله.
القطن هش
وفي ا لمقابل لعب القطن برباعي دفاعي مكون من عبدالكريم لاسينا وبوبكر ماكرجي ومينكا نوك وكانا ندزانا وكان من السهل اختراقه برياً بالتمريرات الطويلة التي ضرب فيها بركات الدفاع من الدقيقة الأولي وكاد يسجل لولا الحارس داودا كاسالي الذي أنقذ الهجمة وكان من السهل الاختراق أيضاً جواً عن طريق رءوس جمعة وفلافيو.
هدفان في حمي البداية
بعد انفراد بركات ارتكب المدافع ماكارجي خطأ مع جيلبرتو في اليسار لعب فيها أبوتريكة كرة عرضية بالمسطرة علي رأس وائل جمعة الذي اشترك معه في الاتجاه للكرة أحمد حسن فسهل عليه مهمة تغطية رأسه من رءوس مدافعي القطن فسجل وائل جمعة الهدف الأول بعد دقيقتين وهدفه الرابع منذ انضمامه للأهلي.
ووسط سيطرة تامة للأهلي لعب أحمد حسن كرة ساقطة داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 15 وهنا ظهرت عبقرية فلافيو في التحرك الايجابي نحو الكرة وظهره للمرمي وبدلاً من توجيه رأسه في الزاوية اليمني لعبها بطريقة أكروباتية في الزاوية اليسري ليتابعها الحارس كاسالي فقط وهي تدخل المرمي مسجلة واحدة من أجمل أهداف البطولة.
وبعد الهدفين حاول القطن العودة للمباراة بتحركات لاعبي الوسط أمادو نجومنا وزوا دوجاري وكنيجور ستيفان ولكن كان من الصعب عليهم التعرف علي مكان الثنائي الهجومي داودا واسماعيلا بابا حتي جاءت الدقيقة 44 التي أفلت فيها داودا لأول مرة من وائل جمعة ولعب كرة عرضية ارتطمت بالاقدام وحاول معها دوجاري التسجيل لولا براعة أحمد السيد الذي أنقذ الموقف وأبقي علي تقدم الأهلي بهدفين في الشوط الأول.
الشوط الثاني
انطلق الأهلي في الشوط الثاني بنفس حمي البداية وضغط علي القطن في نصف ملعبه وعدل جوزيه في خطة اللعب نسبياً حيث تحرك أحمد حسن يميناً لفتح الجبهة اليمني التي انضم لها علي فترات محمد بركات لاستغلال ضعف الظهير الأيسر كاناندزانا.
تحرك فلافيو بمهارته وسرعته علي حدود منطقة الجزاء فيما كانت الرقابة لصيقة علي أبو تريكة الذي وضح أن لاعبي القطن يعرفونه أكثر من لاعبي مصر.
واثمرت تحركات فلافيو عن تسديدتين علي المرمي ولكن الأخطر كانت في الدقيقة الثامنة عندما انطلق بقوته الهادرة وسدد كرة قوية فوق العارضة.
ووسط اندفاع الأهلي الهجومي تولدت الثغرات بين خط وسطه ودفاعه انطلق خلالها زوا دوجاري وأمادو نجومنا وكينجو ستنيان وحاول داودا كاميلو التحرك بعيداً عن قبضة وائل جمعة بالتحرك إلي وسط الملعب وبالفعل استغل مهارته في الاختراق في الدقيقة .14
انفتحت المساحات في الملعب وقلت نسبياً الرقابة علي لاعبي القطن الذين ضاعفوا من الكثافة الهجومية من كل الاتجاهات حتي جاءت الدقيقة 23 التي شهدت جملة تكتيكية من فريق القطن حين تبادل داودا واسماعيلا التمريرات حتي وصلت الكرة إلي عبدالكريم لاينا الذي سددها من مسافة 25 ياردة انقذها أمير عبدالحميد.
إنذار الخطر
شعر جوزيه بالخطر عندما أطلق لاينا تسديدة أخري بجوار القائم حيث قام بتغيير معتاد صاحبه تعديل في مراكز اللاعبين حيث خرج أحمد صديق في الدقيقة 27 ولعب أنيس بوجلبان بدلاً منه في خط الوسط وانتقل بركات إلي الجبهة اليمني كجناح مدافع وانتقل بوجلبان كمحور ارتكاز ثالث بجوار أحمد حسن وحسام عاشور وتفاعل المدير الفني للقطن مع التغيير وقام هو الآخر باستبدال داوجاري بالمهاجم عمر ساندا.
ظهرت بشائر التغيير سريعاً حيث تحرك بركات وانطلق في الجبهة اليمني في أول هجمة بعد الغيير ولعب كرة عرضية تركها فلافيو تمر من تحت قدميه لتتهيأ لأبو تريكة المتابع والذي سددها بباطن القدم بهدوء مرت بجوار القائم بسنتيمترات.
وأجري جوزيه تغييرا ثانيا فدفع بسيد معوض في اليسار بدلا من جيلبرتو الذي قل جهده بعد المجهود الكبير الذي بذله.
تريكة يرد الجميل
وفي الدقيقة 32 احتسب الحكم ضربة حرة خارج المنطقة من البقعة الشهيرة التي يسجل منها أبو تريكة ولكنه لم يكن موفقا فسددها بجوار القائم الأيسر.
وبعدها رد أبو تريكة الهدية لفلافيو حيث انطلق بسرعة داخل منطقة الجزاء واضعا مدافع القطن في ظهره وكان بامكانه تسجيل هدف بنسبة 80% ولكنه لعبها عرضية لفلافيو بدون رقابة ليسجل بنسبة 100% ولكن فلافيو لعب الكرة عالية خارج المرمي مهدراً أخطر فرص المباراة.
تحرك سيد معوض في اليسار ولعب كرتين عرضيتين لم يتمركز لهما مهاجمو الأهلي جيداً داخل منطقة الجزاء.
ومع مرور الوقت امتلك الأهلي السيادة تماما وتراجع القطن للدفاع للحفاظ علي فارق الهدفين ولكن اهتزاز فلافيو بعد الفرصة التي أهدرها جعل جوزيه يدفع بأسامة حسني بدلاً منه قبل النهاية بثلاث دقائق عساه يسجل هدفا ثالثا.
شهدت الدقائق الأخيرة انطلاقات هجومية بالجملة للأهلي ولكن دون تركيز وضاعت الفرص تباعاً بما فيها ضربة حرة أخري علي حدود المنطقة سددها أبو تريكة فوق العارضة.
وحاول سيد معوض اثبات وجوده في الثواني الأخيرة ولعب أكثر من كرة عرضية ولكن تصدي لها دفاع القطن لتنتهي المباراة بهدفي الدقائق الأولي.
طارق الأدور

مرسى لمرورك