اثنان بالراس.. واقترب الأهلي من الكاس.. اقترب بطل مصر كثيراً من حصد اللقب الافريقي.. لقب دوري الأبطال.
هدفان هز بهما الأهلي شباك منافسه القطن الكاميروني في لقاء الذهاب الذي جمعهما باستاد القاهرة.. وبقيت خطوة واحدة إذا تخطاها الأهلي بنجاح.. "وهو قادر بإذن الله عليها" فسيحقق الإنجاز التاريخي.. سيفوز باللقب السادس في تاريخه والثالث في أربع سنوات ويصل للمونديال للمرة الثالثة أيضاً في أربع سنوات.. وحقاً بالمصري والياباني الأهلي راجع تاني.. راجع لليابان والمونديال.
لم يعد أمام الأهلي سوي الخروج بنتيجة مشرفة في لقاء العودة.. إما الفوز.. أو التعادل أو علي الأقل بخسارة لا تحول دون صعوده لمنصة التتويج.
وبرغم أن الهدفين ليسا بالنصر القليل علي منافس بحجم القطن الشرس والمخيف إلا أن الأهلي وجماهيره ستظل تترقب لقاء العودة بشدة وحذر. وآه لو أحرز الأهلي نصف الأهداف التي أضاعها. بل آه لو أحرز هدفاً واحداً يضاف إلي هدفيه اللذين جاءا برأس وائل جمعة وفلافيو ورفع رصيده إلي ثلاثية نظيفة.. وقتها فقط كنا سنعلن فوز الأهلي باللقب الافريقي.. كنا سنؤكد علي أن بطل مصر حقق الإنجاز.. فمثل هذا الفريق لن تهتز شباكه بثلاثة أهداف نظيفة في الكاميرون.. كنا سنخرج جميعاً من ستاد القاهرة وقلوبنا مطمئنة.. ولكنها كرة القدم تظل تتلاعب بمشاعر الجماهير وتتعلق بها القلوب حتي صافرة النهاية.. وصافرة النهاية ستكون في الكاميرون بداية إعلان لفرحة أهلاوية مصرية كبيرة.
ولكن أعود وأذكر أن هدفين في مرمي فريق كفريق القطن هو نصر كبير.. فبداية فاز الأهلي في لقاء الذهاب وما أصعب الفوز في لقاء الذهاب أمام فريق كل ما يحلم به هو الخروج متعادلاً ويقاتل من أجل ذلك. أو علي الأقل الخسارة بهدف علي أمل تعويض هذا الهدف في لقاء العودة.. وبرغم ذلك فاز الأهلي وقدم عرضاً طيباً للغاية وأكد أنه أفضل من منافسه علي مستوي الأفراد والأداء الجماعي والثقة بالنفس.
قدرات خاصة
أثبت الأهلي أنه مازال كبيراً.. لم تتساقط أوراقه بل تزداد رونقاً وجمالاً.. مازال جوزيه يملك قدرات خاصة في التعامل مع هذه الكوكبة من النجوم.. أمير عبدالحميد والصخرة جمعة والشرس أحمد السيد والمعلم شادي.. ومعه حائط الصد حسام عاشور والعملاق أحمد حسن.. معه المكوك الخطير بركات والمنطلق أحمد صديق.. والمتألق دائماً جيلبرتو.. معه القناص فلافيو والفنان أبوتريكة.
خطط الأهلي للقاء بخبرات سنوات طويلة وإنجازات رائعة.. عرف كيف يصل بلاعبيه لأعلي درجات الاستعداد الفني والبدني والذهني والتكتيكي.. أخرج لاعبو الأهلي كل طاقاتهم في هذا اللقاء.. ولم يبخل أحد خلال 90 دقيقة حتي وإن غاب التوفيق أحياناً.
لكن بدا الأهلي هادئاً متماسكاً غير متوتر.. ساعده علي ذلك الهدف المبكر الذي خطفه وائل جمعة ثم زادت الثقة بهدف فلافيو الذي خدع به الجميع كعادته.
لم يكن الأهلي متوتراً لذلك قلت أخطاؤه.. وهاجم مدافعوه السيد وشادي وجمعة.. كان له جناحان في معظم فترات اللقاء يميناً ويساراً.. استعاد بعضاً من جمله الخططية القديمة.. لم يختبر أمير ولم تصله إلا تصويبات بعيدة المدي كانت في متناول يده وزادته ثقة علي ثقته.
كان أحمد حسن وعاشور قمة الالتزام الدفاعي وكان بركات حراً ففعل كل شيء.. لذلك نجح وسط الأهلي ونجح الفريق.
كان جوزيه ذكياً في تشكيله وخططه والتكتيك الذي لعب به وعرف من خلاله كيف يسيطر علي اللقاء ويضع منافسه دائماً موقف المشاهد.. وكان منطقياً في تغييراته وتوقيتها.
كان الحكم جيداً وهادئاً ومسيطراً علي الموقف.. فلم نشعر به إلا بتجاهله لدفعة قوية ضد فلافيو في الشوط الثاني.. ومن الصعب أن نحكم علي حكم من لعبة في مثل هذا اللقاء وتحت هذا الضغط الجماهيري.
وبأي حال من الأحوال لا يمكن لفريق القطن أن يكون هو بطل افريقيا وممثلها في اليابان إلا إذا تنازل الأهلي عن هذا الحق.. فالقطن قوي.. شرس. ولكنه يلعب فردياً كثيراً ويكسب من خلال مبارياته التي يلعبها علي أرضه.. ولكن الفوز علي أنيمبا أو ديناموز أو غير ذلك ليس كالفوز علي الأهلي.
المباراة في مجملها كانت تسير في سيناريو واحد.. الأهلي يحاول السيطرة والاحتفاظ بالكرة أطول فترة ممكنة لإرهاق منافسه ووضعه تحت ضغط واستغلال فرصة للتهديف.. والقطن يترقب عن قرب.. يندفع أحياناً.. يضغط.. يستخلص لنفسه الكرة ولكن دفاع الأهلي كان قوياً.. وكان دفاع القطن جيداً في أوقات كثيرة وحال دون أهداف عديدة وكان أبوتريكة وفلافيو كريمين وأهدرا أيضاً فرصاً سهلة وكثيرة.
كان القطن يريد المباغتة بالهجوم وأربك الأهلي لمدة دقيقتين.. وفي الدقيقة الثالثة كشف الأهلي عن نفسه بتمريرة من تريكة لنفسه عبر فلافيو الذي تحرك وأفسح الطريق للفنان ليلعب خد وهات مع بركات الذي انفرد ولكن الحارس تصدي ومنع الهدف لترتد الكرة من جديد لتريكة ويصوب.. وترتد من الدفاع ليحصل الأهلي علي ضربة حرة لعبها تريكة قوية وصلت لرأس جمعة الذي لم يرحمها وضربها بكل قوة لتصل للشباك ويتقدم الأهلي بهدفه الأول.. ويتحول جمعة من مراقب لهداف القطن إلي هداف.
وبين كر وفر وخطأ لشادي استغله الهجوم الكاميروني تعرض الأهلي لهجمة شرسة أفسدها شادي نفسه ليصلح خطأه سريعاً.
يستمر السيناريو بهدوء أحمر وترقب كاميروني ثم يتحول الأهلي فجأة لمهاجم شرس بتمريرة لأحمد حسن أو أبوتريكة ليقترب الأهلي من منطقة التهديف.
في الدقيقة 16 كان الموعد مع الهدف الثاني من ضربة حرة أيضاً لأحمد حسن علي رأس فلافيو لعبها خادعة سكنت الشباك.
تمر الدقائق بلا جديد ولا مفاجآت حتي نهاية الشوط الأول.
مع انطلاقة الشوط الثاني حاول القطن المباغتة أيضاً بالضغط علي لاعبي الأهلي في كل مكان ونجح في ذلك.. ونجح الأهلي أيضاً في الضغط مما جعل الشوط يأتي ساخناً ومثيراً.. وزاد الأهلي من هجومه مع تألق أبوتريكة وجيلبرتو حيث أهدرت رأس فلافيو أولي الفرص من تمريرة جيدة لجيلبرتو بعد أن تسلم تمريرة ساحرة لتريكة.
يسيطر الأهلي ويمسك زمام الأمور.. ووسط ذلك يقع جمعة ويرتبك الدفاع ويهاجم القطن وينسي نفسه فيرتد الأهلي بخطورة وكادت رأس فلافيو تحرز الهدف الثاني ولكن الدفاع الكاميروني يشتت في وقت قاتل.
تزداد فرص الأهلي وتتوالي فتمر تمريرة صديق الجميلة من تحت قدم بركات وعاد الحارس وأنقذ انفراداً من أمام فلافيو بتمريرة خطيرة لأبوتريكة الذي أهدر فرصة غالية وصوب بجوار القائم بعد أن وصلته تمريرة فلافيو التي جاءت بجملة رائعة.. ورد فلافيو الجميل وأهدر انفراداً من تمريرة لأبوتريكة والمرمي خال.
تشهد الدقائق الأخيرة صحوة حمراء ونشاطاً ملحوظاً من سيد معوض الذي لعب بدلاً من جيلبرتو وبركات الذي دخل يميناً بعد خروج صديق ونزول بوجلبان وبينما كنا نترقب الهدف الثالث الذي زادت مطامعه مع نزول أسامة حسني ولكن الهدف لم يأت وجاءت صافرة النهاية.